رحيل ..رحيل..كل الوجوه نادت رحيل مع حقيبة سفر..
في حياتي يقبع الحزن منطويا يهامس ضوء القمر..
يلوك الألم جسدي وتأوهات روح خذلها القدر..
شفتان ما غاب عنهما الوجد ولا إرتواء كسقيا المطر..
روح في العشق ماجت ونار فيها الشوق ينصهر..
رحيل..رحيل ..
وميض الفرح غاب خلف حدود الشمس وانتحر..
عالم الصمت مسكني..والحقيقة ؛ وجع للقلب يعتصر..
خذلان وكآبة زادي..وأنين الجروح إنتظار إنفطر..
إصطبغت أيامي كلون قهوتي..وأمل حب يحتضر..
نحو مشنقة الأشواق يحبو كسم في الشريان يستتر..
وإدمان لهفة مشردة على أرصفة ذاكرتي ينتشر..
عويل يائس يستنجد ..يتمزق..تكتمه عبادتي لوجهك ؛ ينتصر..
كتائه أرداه جنون همساتك البعيدة على درب الموت مستمر..
رحيل ..رحيل..
صراع أشلائي ..نواح أعماقي..ونظرة شاردة الفكر..
إختلطت الأحاسيس في كومة حب يائس البصر..
وحب ناشدته سنين حياتي وتوجته ورود العمر..
تبكيهما المقل ..وتذوي الأحزان على بسمات الثغر..

بين الرمشين تراقص حلم بعيد أخضر...
تفتحت خيالاته على ربيع مهووس بك فأزهر..
مددت كفي لالتقاط أذياله ؛ تراجع وتبخر..
فأغمضت عيني علني أراك ؛ لكن طيفك علي تكبر..
و وشمتني بالقساوة وعلى لغة الصدق لساني لا يقدر..
سكبت آمالي في فوهة الحزن وبنيران الهجر تسعر..
تناسيت أنك البادي بكسر مرايا شضاها تبعثر..
وحل وعود من سالف الأزمان كانت وأندر..
بسمتي..دمعتي..ثورتي..نسياني ألم يقطر..
وهم كونته وأعتقدت أنك توأمي الذي لا يهجر..
فما خط خيالي سوى لوحات رسم أصفر..
وكعادتي الجريحة أقول لك: رسمتك حلما لا أكثر

أمازال طريق الشوق ممتدا خلف الأفق؟...
هناك حيث تسكن عيناك ملتحفة لون الغسق...
فتختلط أحزاني وأشواقي المتمردة بحمرة الشفق...
فيخال إلي أن دمي المسفوك لحبك قد إنعتق...
وأن مابين الظلوع قد ثار وإنتشر في فضائك العبق...
وأمنياتي الصغيرة بخطف ملامحك حلم إختنق...
على وجه وسادتي الحزين ذرفت دموعا متوالية في نسق..
وأنينا لصوتي المكتوم ، حائرا يشكو شدة الأرق...
فتترافد ذكريات لقياك كخيول جامحة في مضمار سبق...
وتشتد الآهات الخرساء تحاور وحدتي موجعة للخفق..
تناديك بهمس أجرد ..مجروح بشوكة النوى والعشق...
فيهتز عرش الفراق ضاربا قلب على حبك إنغلق...
أيا درب الهوى !...
أما من مسلك يحلو فيه الأمل المندفق؟...

على مسرح هواك سقطت آخر دمعاتي ...
مودعة ذكرى أيام إمتزجت بصدى آهاتي...
شوق لا يستكين وجرح أفاق كل تمرداتي...
لست أشكو جهلك بعمق إحساساتي...
ولا شعورا غمر دمائي وسكن خلجاتي...
بل عتبي على عشقك المستميت لإحتضاراتي...
قد يكون جنونا أو لامسمى جاد بانكساراتي...
وقد تطفر كلمات من الشفاه تنعش عذاباتي...
لست ألومك على هوى زرع أجمل أمنياتي...
لكن تدارك زمن ضاع في خضم الخيالات...
غاية لا رجاء منها ولا نفع في العتابات...
مددت لك جسرا من ربيع ورداتي...
وفتحت لك باب الصدق الذي هو أغلى إعتباراتي...
وأسكنتك في قصر أحلامي الفتيات...
فخبأتك بين صمتي وإعتكاف همساتي...
محاولة فهم سر لهفي إليك وإهتماماتي...
لم أدرك أن شأنك هذا سيجعلك سيفا لمماتي...
فطب خاطرا ياهذا ..سأكف عن نثر زهراتي...
وسيكون حلمك نسج من ضرب خيالاتي...
فلا تشفق على قلب إنفطر من هول المعاناة...
وسأعد ما جمعني بك هو مجرد نواح كلمات...